القهوة والشاي هما المشروبان الأكثر استهلاكاً في العالم، والمشهوران باحتوائهما على مادة الكافيئين التي تعتبر مادة كيماوية تنتمي إلى مجموعة المنبهات والمنشطات. صحيح أن هناك صفات مشتركة كثيرة تجمع بين القهوة والشاي، ولكن توجد فروقات بينهما نحاول في ما يأتي تسليط الضوء عليها:
- إن الموطن الأصلي للقهوة يختلف عن موطن الشاي، فالأولى موطنها اليمن، ويقال إن راعي غنم عربياً هو أول من اكتشف البن، وإن كلمة (كافيه) الانكليزية مشتقة من كلمة قهوة العربية. أما الموطن الأصلي للشاي فهو الصين، ويجمع المؤرخون على أن إمبراطور الصين هو الذي اكتشف خصائص الشاي منذ قبل أكثر من 5200 سنة.
- كمية الكافيئين في القهوة أعلى منها في الشاي، ففنجان واحد من القهوة يحتوي من 30 إلى 60 ملغ من الكافيئين بحسب نوع البن وطريقة تحضيره. في المقابل، فإن فنجاناً من الشاي يحوي وسطياً حوالى 30 ملغ من الكافيئين. إن تناول كميات معتدلة من القهوة والشاي ينشّط الجسم، ويحسّن الأداء، بينما تناول كميات مفرطة منهما في اليوم (5 فناجين أو أكثر من القهوة، و10 فناجين أو أكثر من الشاي) يثير زوبعة من العوارض المزعجة، مثل القلق، والأرق، والتهيج، والنرفزة، وخفقان القلب، والشعور بالإعياء.
- بالنسبة إلى المعادن، فإن القهوة تمتاز باحتوائها على المغنيزيوم الضروري للعظام والأسنان، ويساهم هذا المعدن في الكثير من العمليات الاستقلابية، ويشارك في عمل الخمائر، وفي إنتاج البروتينات، وفي وظيفة الجهاز المناعي، وفي التقلصات العضلية. وإلى جانب المغنيزيوم تحتوي القهوة على معدن النحاس الذي يشكل حلقة مهمة في الكثير من الخمائر التي تقوم بوظائف مهمة جداً في أنسجة الجسم المختلفة، وهو يعتبر حجر أساس في صنع هيموغلوبين الدم وأربطة الكولاجين. وفي المقابل، يحتوي الشاي على معدن الفليور المهم لبناء أسنان سليمة خالية من التسوس.
- في ما يخص الفيتامينات، يوجد في القهوة ثلاثة، هي:
1- الفيتامين ب2 الذي يشارك في انتاج الطاقة، وفي نمو الأنسجة المعطوبة وترميمها، وفي انتاج بعض الهورمونات وكريات الدم الحمر.
2- الفيتامين ب3 الذي يتدخل في انتاج المادة الوراثية وفي استخلاص الطاقة من البروتينات والسكريات والدهنيات.
3- الفيتامين ب5 الذي يدخل في تركيب مساعدات الأنزيم التي تشكل مفاتيح مهمة على صعيد استعمال الطاقة الآتية من الأغذية، كما يكون حاضراً بقوة خلال مراحل إنتاج الهورمونات الستيروئيدية، والنواقل العصبية، والهيموغلوبين.
يبقى أن نعرف أن القهوة والشاي غير المحلّيين بالسكر هما من المشروبات الخالية من الطاقة كلياً، فلا سكريات فيهما، ولا مواد بروتينية، ولا مواد دسمة، ولا ألياف غذائية، ولهذا يوصى بهما في الأنظمة الغذائية المخسسة للوزن. ولكن هناك حالات كثيرة لا يجوز فيها شرب القهوة والشاي، من بينها: الأمراض العصبية، وارتفاع ضغط الدم، وخفقان القلب، والإمساك، والتهابات الجهاز الهضمي المزمنة، والارتداد المعدي - المريئي، والقرحة المعدية. أما عن موعد شرب القهوة والشاي فينصح بتناولهما بعيداً من وجبة الطعام لأنهما يعرقلان امتصاص معدن الحديد من الأمعاء.