كشفت دراسة أميركية جديدة عن آلية ارتباط الغذاء عالي الدهون بزيادة مخاطر الإصابة بسرطان البروستات وبالاضطرابات الأخرى للبروستات, وركزت الدراسة على محاولة فهم آليات التأثيرات الضارة للغذاء الغني بالمحتوى الدهني على صحة هذه الغدة.
ويعتبر نظام الحمية الغذائية أحد أهم العوامل التي يمكن أن تساعد على السيطرة على التهابات وأمراض البروستات، بما في ذلك تضخم البروستات الحميد (BPH)، واعتلال البروستات، وسرطان البروستات.
وقد أجرى هذه الدراسة فريق من الباحثين بمرحلة ما بعد الدكتوراه في جامعة كيس ويسترن ريزرف بكليفلاند، بقيادة مدير الأبحاث بقسم المسالك البولية وأستاذ التغذية بكلية الطب بالجامعة البروفيسور سنجاي غوبتا.
والمعلوم أن سرطان البروستات هو السبب الرئيسي الثاني للوفيات الناجمة عن مرض السرطان بين الرجال في الولايات المتحدة وبلدان أخرى، وتقدر حالات الإصابة الجديدة به بين الأميركيين وحدهم عام 2009 بأكثر من 192 ألف حالة.
العامل النووي
وكان فريق غوبتا قد أظهر سابقا أن العامل النووي كابا بي أو (NF-KB)، وهو مركب بروتيني يسيطر على نسخ الحمض النووي وينشط نتيجة للالتهاب والكرب، يتم تنشيطه بشكل جوهري في سرطان البروستات الغددي، وله علاقة بتفاقم الأورام.
وفي دراسة جديدة بعنوان "الغذاء عالي الدهون يزيد نشاط كابا بي (NF-KB) الإشاري في بروستات فئران التجارب" التي نشرت إلكترونيا مؤخرا بدورية "البروستات"، أظهر غوبتا وزملاؤه أن الغذاء عالي الدهون يؤدي إلى تنشيط كابا بي في تجويف البطن والغدة الصعترية والطحال والبروستات.
وفي سياق إجراء التجربة تمت تغذية الفئران غير البدينة بحمية عالية الدهون لمدد 4 و8 و12 أسبوعا. ولدى مقارنتها مع الفئران التي تلقت غذاء اعتياديا (غير عالي الدهون)، تبين أن مجموعة الفئران التي تغذت بحمية عالية الدهون شهدت زيادة كبيرة في وزن البروستات، وفي إنتاج مؤشرات البروستات المعبرة عن كرب الأكسدة (مثل NADPH)، وفي زيادة مؤشرات الالتهاب ذات الصلة بالعامل النووي كابا بي.
اضطرابات شائعة
وتقدم هذه الدراسة الدليل المباشر على أن الحمية ذات المحتوى العالي من الدهون تسبب الانتشار والالتهاب وكرب الأكسدة، والتي يمكن أن تؤدي بدورها إلى تضخم البروستات الحميد، واعتلال البروستات، وسرطان البروستات، وهي بعض أكثر الاضطرابات شيوعا وتأثرا سلبيا على صحة الرجال الراشدين.
ويقول غوبتا إن الدراسات التي أجراها وزملاؤه توفر الأدلة على أن الحمية الغذائية الغنية بالدهون تسبب زيادة تنشيط العامل النووي "كابا بي"، جنبا إلى جنب مع زيادة مستويات مكونات أوكسيديز NADPH، والتي قد تؤدي إلى التهابات داخل البروستات.
ويضيف الباحث أن هذه الدراسة تعزز فرضية الارتباط بين النظام الغذائي الغني بالدهون (خاصة نمط الغذاء الغربي عالي الدهون) بأمراض البروستات، باعتباره مسببا محتملا لتلك الأمراض، بما في ذلك تضخم البروستات الحميد وسرطان البروستات.