يعتقد كثير من الناس أن الأسنان البيضاء الجميلة دليل على صحتها وصحة الفم ،وهذا وإن كان من
ضمن معايير صحة الفم ،إلا أنه لايدل على اكتمال شروط ومتطلبات صحة الفم لدى الشخص .فقد
يعتني شخص بنظافة السطح الخارجي الظاهر للأسنان ،ولاينظفها من الجهة الخلفية المجاورة للسان
،أو لاينظف مابين الأسنان المتجاورة ،فتبدو للناظر بيضاء جميلة ،بينما هي متسخة من الداخل ،وقد
تحوي فضلات فيما بينها أو داخل تعرجات سطح السن،مما يشجع على تكاثر الميكروبات التي تكون
بدورها نواتج إخراجية ضارة كالأحماض ولأمونيا والروائح الكريهة.
ولو وضع أحدنا إصبعه في فمه وكشط بظفره إحدى أسنانه قريبا من اللثة ،فسيجد في كثير من الحالات
مادة طرية بيضاء ،تدعى اللويحة الجرثومية ،وهي توجد في فم كل شخص ،ولكنها تزيد عند البعض
،وعندئذ تزداد لديهم أمراض اللثة والأسنان المنخورة (المتسوسة) .وتتألف هذه اللويحة من ملايين
الجراثيم التي تتغذى معنا على مانأكل ونشرب ,ثم تتخلص من نواتجها الإخراجيه في أفواهنا.
اللويحة جرثومية المعتدلة والشديدة
وإذا بقيت هذه اللويحة الجرثومية الطرية على أسناننا ليوم أو أكثر ،تبدأ في التصلب وتصبح ذلك
الطلاء القاسي أو القلح.
إن الأمور الأربعة الضرورية لإحداث أمراض اللثة وتسوس الأسنان هي:
أولا :الأسنان واللثة غير المعتنى بهما.
ثانيا:جراثيم اللويحة السنية.
ثالثا:بقايا الطعام في الفم.
رابعا:الوقت اللازم لإحدات الضرر.
فإذا وجدت تلك الأمور الأربعة ،عملت سويا وأحدثت المرض ،لهذا فا للوقاية من أمراض
اللثة و التسوس يجب علينا لأنتباه لهذه الأمور الأربعة.
إن بناء الأسنان واللثة بالتغذية الصحية السليمة المحتوية على البروتين والكالسيوم والفسفور
والفيتامينات ضرورية.كذلك ينبغي الأهتمام بوجود نسبة الفلوريد المتعارف عليها عالميا في ماء
الشرب ومعاجين الأسنان لتجعل ميناء الأسنان مقاوما لهجمات المواد المخربة التي تنتجها اللويحة
السنية الجرثومية.
أما عن الأطعمة ،ومن أهمها الكربوهيدرات وخاصة السكر الموجود بالحلويات والمياه الغازية والفواكه
والعصائر ،فإن بقاياها في الفم تشكل بيئة صالحة لتكاثر الجراثيم ،حيث إن اختمارها ينتج موادا
حمضية (ذات درجة أقل من 7) ذات تأثير ضار ولهذا ينبغي المحافظة على تنظيف الفم من بقايا
الطعام فور الأنتهاء منه حتى لاتنشط تلك الكائنات الحية الدقيقة وتسبب تلك التخمرات الضارة
،ويفضل الأستعانة بمعاجين الأسنان لخواصها التنظيفية ووجود بعض المطهرات بها ووجود القلوية
في مكوناتها مما يجعل الفم قلويا بعض الشيء (ذات درجة أكبر من 7) وهذا هو الوضع الطبيعي ،فتقل
فرصة نشاط هذه الميكروبات .
أما عن جراثيم اللويحة السنية، فإن عدم إزالتها،وتركها لفترات طويلة يؤدي إلى تزايد أعدادها وعمق
تغلغلها داخل الأسنان وفي اللثة. مما سبق تبين لنا أهمية تنظيف الفم باستمرار ،وعدم الإبقاء على أية
بقايا للطعام في الفم ،ووجوب المضمضة على الأقل ،بعد تناول كأس من الشاي أو قنينة مياه غازية
كيلا تبقى أية بقايا لمواد حمضية أو سكرية في الفم ، فتنشط تكاثر الجراثيم التي تزيد من أنتاج المزيد
من الأحماض المخربة .
و ايضا ضرورة تنظيف الفم قبل النوم ،وخاصة للأطفال الذين يشربون الحليب المحلى بالسكر قبل
النوم ،حيث إن إفراز اللعاب يقل أثناء النوم ،و وبالتالي يزداد تركيز أية بقايا بين الأسنان ولا على
الأسطح المتعرجة للضروس.
وليكن الهدف من التنظيف هو إزالة بقايا الأطعمة واللويحة الجرثومية المغطية للأسنان .وتوجد في
العادة العديد من اللويحات بين الأسنان وفي مؤخر الفم ،ولهذا يجب مضاعفة الأنتباه لتنظيف هذه
المناطق ،ويجدر بنا عند استعمال الفرشاة تنظيف الأسنان واللثة با لطف،وكذلك سطح اللسان .فالهدف
هو تنظيف سطح الأسنان ومابينها لاجليها كما يجلى البلاط .ولهذا فإن الفرشاة متوسطة الخشونة تعتبر
الأفضل في كثير من الأحيان .ويجب ضغط الفرشاة للأمام والخلف ،أو جانبي الأسنان ،وتحريكها
لأعلى ولأسفل بلطف ،وتحريكها على سطح الأسنان لإزالة أية بقايا محشورة في تعاريج سطح
الضروس.
ويجوز استعمال السواك في التنظيف, بشرط المحافظة على نظافته ،وتغيير الجزء المخصص لدعك
الأسنان باستمرار وغسل السواك بالماء لئلا تتكاثر الميكروبات عليه بعد الاستعمال فيصير أداة
إمراض لا أداة وقاية وتنظيف .غير أنه يصعب تفريش الأسنان به من الداخل وخصوصا الأسنان
الأمامية ،لذا يجدر بمن يستعمله ألا يعتمد عليه وحده.واستعمال السواك الرفيع أفيد لتنظيف الأسنان .
وأفيد شيء لتنظيف مابين الأسنان هو الخيط الطبي المصنوع لهذا الغرض ،وعلى كل منا أن يتعلم من
الطبيب الأسنان كيفية استعماله ،وهو أفضل من الأعواد الخلة لقدرته الفائقة على الوصول لكل الزوايا
العميقة بين الأسنان دون يسبب جرح اللثة. وإن كانت الفرشاة تنظف السطح الخارجي والداخلي
والسطح الماضغ للسن فإن وظيفة الخيط هي تنظيف السطحين الجانبيين للسن ،اللذين لا تنظفهما أية أداة
أخرى بنفس كفاءة الخيط .ولهذا ينبغي ألا نقصر التنظيف على السطح السن الخارجي ونغفل عن سائر
سطوح غير الظاهرة .
ومن الأغذية التي تحافظ على صحة الأسنان منها:
.الكرفس (الخربز): عند مضغ الكرفس نحتاج إلى مضغ إضافي مما يتطلب إفراز الكثير من اللعاب
قبل البلع وبالتالي يبطل مفعول أي بكتيريا أو جراثيم.
الجبن: يما أن الجبن يحتوي على نسبة منخفضة من الكربوهيدرات ونسبة عالية من الكالسيوم
والفوسفات فإنها تمنح الأسنان فوائد عديدة، فهي تساعد على الحفاظ على توازن تركيز
الهيدروجين في الفم كما يُـساعد الجبن على الحفاظ على مينا الأسنان وإعادة بنائه.
الشاي الأخضر: يحتوي الشاي الأخضر على مواد تقتل جراثيم الفم التي تحول السكر إلى بلاك
والبلاك هو طبقة من الجراثيم والسكر والبروتينات والدهون تلتصق بالأسنان وتفرز حامضاً يتسبب
في نخر الأسنان عندما يأكل السكر أو النشويات. فهذه المواد تقتل الجراثيم التي تسبب رائحة غير
زكية في الفم ويُـنصح بتناول مابين 3 إلى 5 فناجين من الشاي الأخضر في اليوم.
الكيوي: يُـعتبر الكيوي من أغنى الثمار بفيتامين C وتمدنا بالكمية التي يحتاجها الجسم يومياً من
هذا الفيتامين المفيد للثة ومحاربة أمراضها.
البصل: يحتوي البصل على عناصر كبريتية قوية مضادة للجراثيم خاصةً عند تناوله طازجاً غير
مطبوخ نحصل على مكوناته الرئيسية، ويُـنصح بتناوله مع البقدونس الطازج لتفادي رائحته
النفاذة.
البقدونس: إن مضغ القليل من أوراق البقدونس أو النعناع بعد تنازل وجبة تحتوي على عناصر
ذات نكهات قوية يُـساعد على الحفاظ على رائحة فم منعشة.
الماء: شرب الماء يُـحافظ على رطوبة اللثة وهو أفضل وسيلة لتعزيز إفراز اللعاب الذي يُـعتبر
أقوى دفاع للجسم ضد الجراثيم التي تسبب البلاك ونخر الأسنان، كما أن مضمضة الفم بالماء
تساعد على التخلص من بقايا الأطعمة العالقة في الفم والتي يُـمكن أن تتحلل وتُـسبب رائحة الفم
غير المحبذة.