هي لهجة عربية مغاربية تستخدم في ليبيا. تنقسم تقسيما جغرافياً إلى: شرق، غرب، وسط، جنوب. هذه التـقسيمات الجغرافية تحتمل أكثر من لهجة في داخلها، حتى على صعيد المناطق.
يصنف علماء اللغويات الغربيون اللهجة الليبية ضمن اللهجات البدوية الصرفة ويجعلونها في فئة ما بعد الهلالية وهي تعرف عندهم باللهجة السلمية نسبة إلى قبائل بني سليم بن منصور والتي استوطنت ليبيا وتتميز اللهجة الليبية بشقيها بنطق الحرف (ق) كالجيم المصرية أو الحرف اللاتيني G واستخدام حرف (ن) بدلاً من آلاف في كلام المتحدث فبدلا من (أريد) تنطق (نريد أو نبي). تمثل اللهجة الليبية حلقة وصلٍ بين لهجات الشرق العربية بسهولتها وانفتاحها، ولهجات المغرب العربي بانغلاقها وحدتها. بشكلٍ عام تتمتع اللهجة الليبية بمخارج حروف واضحة/ صافية، وهناك الكثير من الخصائص التي عرفت بها لهجات العرب في الجاهلية متواجدة في اللهجة الليبية لا سيما من ناحية مخارج بعض الحروف كمثل نطقهم للقاف جيما مصرية أو ما تعرف بالقاف البدوية، ونطق الكثير من قبائلهم خصوصا في الشرق والوسط القاف المحققة غينا والبعض ينطق الكاف قريبة من الشين والغين المتبوعة بحرف حلقي قريبة من الغين. بعض الحروف عند التقائها يتغير نطقها إلى الحرف الأقوى، فـ(جنزور) تتحول على الألسن الليبية إلى (زنزور)/ و(جوز) بمعنى ثنائي أو اثنان إلى (زُوُز)/ و(الجازية) إلى (الزازية)، أو الاتكاء على السماعي فـ(إسماعيل) تتحول إلى (إسماعين) و(جبريل) إلى (جبرين)، ومما نلاحظ على اللهجة الليبية خلوها من الكلمات الأجنبية، فهناك حضور محتشم للغة الإيطالية ولا نراه إلى في مجموعة من التسميات تخص بعض الأدوات المنزلية (كاشيك=ملعقة/ فركيتا-شوكا/ كوجينا=مطبخ/ لوفندينو= حوض الغسيل...) ومسميات الأماكن (سبيتار=مستشفى/ كياس=طريق/ جردينا=حديقة/ مرشا بييدي= رصيف...) وأيضاً قطع السيارات والميكانيكا وهي كثيرة مقارنة بالكلمات الإيطالية في اللهجة الدارجة (فرينو= فرامل/ شراتوري=المعجل/ فرينو مانو= فرامل اليد/ كوشينيتي= المدحرجات/ كمبراسوري= ضاغط/ جمويستي= مصلح الإطارات...)، ومن أشهر الالفاظ الليبية كلمة (باهي) وتعني حسناً أو جيد، كما تتميز بإطلاق اسم الضد تفاؤلاً فيطلق على الفحم اسم (البياض)، وعلى الاعمى (البصير) وفي المنطق الشرقية والوسطى تسمى النار (العافية). و هناك أيضاً كلمه (كَي) اي نتن أو شيء غير صالح وهي مستخدمه في الاصابعه شعبيه غريان حيث أنها كلمه غريبه لمعظم الليبيين ! توجد حروف لا تنطق. ومنها حرف الذال، الثاء ,الظا وتستبدل بحرف الدال والتاء والضاض فمثلا يقال للذهب دهب والثعلب تعلب والظهر ضهر وهكذا. و هناك ميزة خاصة في اللهجة الليبية وهي احتوائها على كم هائل من المفردات فلا يوجد اسم أو فعل أو ظرف الا وله الكثير من المرادفات التي قد تستخدم بدلا عنه وكلها من العربي الصريح مثلا الانف
1 - خشم
2- خرطوم
3- عرنين
4 - منقار.. و غيرها و هي من أكثر اللهجات العربية فصاحة لعدم اختلاط الليبيين بالاستعمار أو العرقيات الأخرى عدا الاستعمار الإيطالي ولا غرو فاللهجة الليبية لهجة شعر شعبي وتحوي عشرات الالاف من القصائد الشعرية التي تؤلفها قبائلها التي طبعت البلاد بطابعها البدوي. إلا أن من اروع ميزات هذه اللهجة هي احتوائها على مفردات وافعال في صيغ المصدر وردت في القواميس دون المصدر مما يوحي بعراقة هذه اللهجة الكبيرة فمثلا :
سقّم الشئ : عدله وساواه
السقيم : المعتدل السويّ
و هذا المصدر لا يوجد في القواميس رغم أنه المصدر لكثير من الاشتقاقات من مثل مستقيم واستقامة
صبّى : وقف منتصبا
و هذا المصدر غير موجود في القواميس بهذه الصيغة، رغم أن منه اشتقاقات كثيرة منها : الصبو ويعنى الفتوة، والصبيّ : ويعنى الفتى، والفعل يصبو : ويعنو يرفع عينيه إلى شيء عالي
و لعل نظرة إلى بعض اوصاف الخيل ومقارنتها بمعاني الحصون يعطي الصورة المنشودة :
الكوت : الحصان القوي وتعني في القواميس الحصن
الحصان : هو الجواد الذكر في مرحلة البلوغ والحصن في القواميس معروف المعنى
القليعة : الفرس القوية الاصيلة وتعني في القواميس الحصن
سورية:وتعني القميص وهذه الكلمة لا توجد في اي لغة الا اللغة المصرية القديمة.
و سنفهم عمق هذه المقارنة إذا علمنا ان الخيل في الجاهلية كانت هي حصون العرب الوحيدة وقلاعهم في بواديهم المفتوحة
رغم تداخل اللهجات الليبية مع بعضها البعض الا انه قد يمكن التجاوز بتقسيمها إلى ثلاثة مناطق رئيسية
اللهجة الشرقاوية:
ي التي يتحدث بها سكان الجزء الشرقي من ليبيا ابتداء من أمساعد شرقا وحتى السدرة غربا إلى الكفرة جنوبا. وتختلف قليلاً بين مدينة وأخرى حسب المساحة الجغرافية فمثلا في مدينة بنغازي لفظ (ندوي) بمعنى(اتكلم) أما في درنه تلفظ (نسهري) ومدينة البيضاء تلفظ (أحكي) كما هو الحال في مدينة طبرق. فجميع مدن الشرق الممتده من البيضاء إلي أمساعد تنطق حرف (ث) و (ذ) أما باقي المنطقة الشرقية من المرج إلي أجدابيا تنطق حرف (ت) بمعني (ث) وحرف (د) بمعني (ذ)، مثل ثلاجة تنطق لديهم (تلاجة) كذلك في المدن الغربية أيضا. وهي اقرب إلى اللهجة المحكية في غرب مصر ك السلوم لان أغلب البدو سكان الصحراء الغربية من اصول ليبية. وتتميز هذه اللهجة بالمط في الحروف كلما اتجهنا شرقاً وهي لهجة بدوية قريبة للهجة المحكية في بادية الأردن وقريبة للهجة المحكية في الخليج.
واشهر كلماتها وهي مستعملة بطبيعة الحال في المنطقة الوسطى كلمة (واجد) بمعنى كثير، و(باتي) بمعنى ابي.
لفظ (كنّك) بمعنى ما باللك، وكلمة (نا بيدي) اي انا شخصيا.
يا را = يا رجل
كلمة ينعلي بمعنى ويلى
الصبايا للنساء والولية للمرأة
لهجة المنطقة الوسطى
بعض قبائل المنطقة الغربية الذي ترجع اصولهم لقبائل بني سليم وبني هلال، تشبه لهجة بدو الأردن. وهي لهجة بدوية صرفة لان أغلب سكان المنطقى الوسطى من اصول عربية من بني سليم وبالتالي هي اقرب إلى لهجة بدو الجزيرة العربية والخليج العربي. وتتحدث بهذه اللهجة القبائل الممتدة ما بين البريقة شرقا وزليطن غربا ومن الخليج حتى مدينة سبها جنوبا، وتتميز بوضوح مخارجها كنطق الذال والثاء. و يستعملون مفردات مثل واجد = كثير الفتا = الولد أو البنت ردغة = طين.
اللهجة الغرباوية:
و الطرابلسية وهي اسرع في النطق واقرب للهجة المحكية في شرق تونس وان كانت ابسط واوضح من اللهجات التونسية الشرقية وهي مثأثرة نوعا ما خصوصا في مدينة طرابلس باللغة الايطالية بدلا من الفرنسية. مع الاختلافات البسيطة بين سكان مدن المنطقة الغربية، فسكان مدينة الزاوية مثلا، لهم اختلافات بسيطة ومميزة فيقال في الزاوية سيدي بمعنى ابي ويقال يملخ ملابسه بمعنى ينزع ملابسه وسكان جبل نفوسة الامازيغ لهم لغتهم المميزة.
وتتميز اللهجة بكلمة (هلبة) بمعنى كثير. (توه) بمعنى الآن أو سوف، (شني) بمعنى ماذا، (ايه) بمعنى نعم. (ندْهور) بمعنى اتفسح. (بوي) بمعنى أبي، (نبّي) بمعنى اريد، (هكي) بمعنى هكذا، (باش) لكي، بالإضافة إلى (نهدرز) بمعنى أحكي أو أتكلم. (صقع) : (البرد) وهي تحريف لـ(صقيع)
كامة (سفرتح) تستعمل كناية عن رحابة الشى واتساعه كان يقال أرض سفرتح وعكسها (شبردق) وهو أيضا يدل على الأرض المسيجة باسلاك شائكة
تعبير اخر كان يقال (خيرك تبردى أو تودرق) وهو بمعنى مالك تقول كلاما في غير محله أو موضعه.
بعض التعابير الشبابية الدارجة حديثاً:
(صقع عليك)، وهي للتعبير عن كون الأمر ليس بالسهل. - "حاجة صقع عليك" (أي من الصعب عليك اقتناءه.
(فوته) تعني: دعك من هذا الشخص أو الأمر، ويقابلها في العربية (دعك منه).
(فوته برابعة)، بمعنى: دعك منه كما لو أنك تقود سيارة ومحول تروسها على الترس الرابع. ولا ننسى أن (فوته) تعني أيضاً تجاوزه، و(فوِّت) بمعنى مُر (أُعْـبُر).
(خط عليه) أو خط عليه ببيرو أحمر (البيرو هو القلم)، وتعبيرياً هي أقوى من (فوته) فـ(خط) تطالب السامع بأن يقوم بالخط فوق المعني (من معنى أن يتم الخط على الشي أو تسويده بالقلم)
(فكّنا منه): دعنا منه.
(شن الجو) وهي اختصار لكلمة (شنو الجو) ومعني الكلملة هي (كيف الحال)مع انه عند تقسيم الكلمة ونطقها بمفردها تعني كلمة أخرى فكلمة (شنو) تعني (ماذا) وال(جو) تعني الطقس.
(مكسورة فيا) وتعني انكسر الشي بداخلي وتطلق هذه الكلمة عند رغبة شخص في امتلاك شي ما ولكنه لم يستطع لحصول عليه وكأنه إنكسر سوء الحظ بداخله.
(تمتيع) وتطلق على السيارة عندما تكون في وضع السرعة مع الزحلقة يمنا ويسرا بواسطة فرامل اليد.
(قضه) بمعنى فوته
(زوى عليه الفيل) بمعنى انتهى امره
(يسطرب ويجلجل) بمعنى ينطلق بالسيارة بقوة
(ينحى ويقشر) بمعنى يختلس
(يكحل) بمعنى ينظر إلى البنات
(نو يقشر) بمعنى حر جدا
(مشّي يعوم) : بمعني تاه، من يتوه (مشّي بمعني ذهب ،يذهب - يعوم بمعني يسبح)
(مشّي يحش) :نفس معني مشّي يعوم
(عوجّت فلان). بمعني عملت له مقلب
(ألحس عينك) ،أو (ألحس ظهرك) تقال حين يأتي شخص لأسترجاع شيء قد اخد منه فيقال له (ألحس ضهرك أو ألحس عينك) أي بمعنا تعجيزه
هذة المصطلحات هي غير معروفة في أغلب المدن الليبية بل هي محصورة في مدينة طرابلس ومنها إنتشرت في بعض القرى والمدن الصغيرة القريبة من العاصمة وحتى في هذة المدن هذة الكلمات محكية عند بعض وليس كل الشباب) وهناك مصطلحات أخرى يتم تداولها في بعض المدن الكبيرة مثل بنغازي والبيضاء وسبها وغيرها..
لهجة قبائل البادية:
و هي لهجة خالية من المفردات الدخيلة ومليئة بالالفاظ العربية القحة التي لا تجد معانيها الا في معاجم اللغة ولاتجدها مستخدمة الا في كتب الفقه أو في مفردات القرءان الكريم الغريبة ومفردات الحديث النبوى وهي نفسها المنتشرة في مدن وقرى الجنوب التونسي مثال ذلك :
مصنع وهو حوض الماء الحجرى (و تتخذون مصانع لعلكم تخلدون)
حبل وهو قطعة الأرض من الوادى(ماتركت جبلا ولا حبلا الا وقفت به
يارسول الله) وهو لفظ وارد بحديث رجل يتحدث عن يوم عرفة
ثمد عين الماء
حلاس رباط لربط قرب الماء
بردعة فراش يجلس عليه على ظهر الحمار
شسع خيط النعل
يجبر يصلح الكسر
مزن سحاب المطر (أفرأيتم الماء الذي تشربون ،،أأنتم أنزلتموه من المزن أم نحن المنزلون)
قربة محفظة للماء
شنة الطاقية من الصوف عادة لونها احمر أو اسود يلبسها الرجال.
خور الوادى المتعرج
السدر والنبق نبات صحراوى وثمره
يحدر ينزل من مكان مرتفع
تقفى اتى من وراء
ضحضاح أرض رقيقة مستوية (انه في ضحضاح من النار) في قول رسول الله صلى الله عليه وسلم في عمه ابى طالب
سافي الرمل الرقيق الناعم
الردغ وتعني الطين المختلط بالماء ومنها في حديث الرسول صلى الله عليه وسلم في شارب الخمر (كان حقا على الله ان يسقيه من ردغة الخبال يوم القيامة) وفي رواية (ان يسقيه الله من طين الخبال).
ايضاً في النشر القادم اللغات الاتية ان اراد الله:
1.لغة التيدا
2.لهجة يهودية ليبية
3.لغة الدزازا
4.الأمازيغي.
ولكم عابق الثنثاء للاطلاع واتمنى يعجبكم الموضوع
ومن طبرق ياتي الجديد
ولكم اطيب التحايا