التغذية وعلم النفس تكلمتا حول الأطفال البدناء وكيفية معالجة السمنة لديهم، فأجمعت الأولى على ضرورة قيام هؤلاء الأطفال بالرياضة والحركة المستمرة من اجل علاج السمنة لديهم، بينما تحدثت الثانية عن نظرة المجتمع السلبية إزاء الأطفال البدناء والتي تؤثر كثيرًا في نفسيتهم
تقول اختصاصية التغذية هدى معماري ان الطفل يعتبر سمينًا اذا كان عنده 20% اكثر من الوزن الطبيعي او اذا كان مؤشر السمنة لديه اكثر من 25 للاطفال وفوق الثلاثين تعتبر سمنة زائدة.
أسباب السمنة عند الأطفال قد تكون جينية وراثية، ولكن العوامل البيئية تؤثر اكثر من خلال النظام الغذائي الخطأ، وبالتحديد السبب الاهم هو الحركة الاقل.
وتضيف:" مجرد ان نعرف ان الطفل لديه عامل وراثي يجب ان تكون طريقة تحضير الطعام صحيّة بمعنى لا نستعمل السمنة في الطبخ بل الزيوت بكميات قليلة، والتخفيف من المقالي، نوعية الحلويات يجب ان تكون منزلية لاننا لا يمكن ان نحرم الطفل من الحلويات، ويجب استعمال الحليب الخالي او المخفف من الدسم، والسكر البديل باعتدال لان كثرته مضرة للاطفال.
ويجب الإكثار من الخضار والفواكه، وتكون بديلا في بعض الاحيان عن السكاكر والشوكولا، ويجب الانتباه إلى الموالح كالمكسرات وغيرها، وما لا يقل عن ساعة ونصف الى ساعتي رياضة وحركة.
والفكرة التي تتماشى مع الاطفال هي تحت عنوان :"كُل وتحرك".
ولدى سؤالها بان الاطفال قد لا يتمكنون من اتباع حمية معينة، تجيب :"ان الاطفال ما دون ال 6 سنوات يمكن التحكم بطريقة اكلهم، من 6 الى عمر المراهقة لا نستطيع السيطرة على اكلهم، يمكن ايجاد نوع من المفاوضة بمعنى اذا اراد الطفل ان يأكل عليه ان يمارس الرياضة كي يحرق ما اكله.
اما ربط المعدة فلا يمكن تطبيقه على الطفل، بل نعلِّمه كيف يمكن ان يسيطر على الجوع ونعطيه طعامًا يشبعه ولا يجعله يطلب طعامًا كل ساعة.
اما هل من الضروري ان الطفل السمين قد يصبح رجلا مفرطًا في السمنة في المستقبل؟ تجيب:"هنا اهمية الرياضة، لان الحمية لوحدها لا تفيد بل تضر في بعض الاحيان لانها تخفف قدرة الحرق في الجسم، ويجب التشديد على الرياضة وكذلك تناول خمس الى ست وجبات خفيفة في النهار، وهناك اطفال عندما يكبرون تتحول السمنة لديهم الى مقدار اكبر من طولهم، وهذا يشمل الكتلة العضلية التي نضعها في جسم اولادنا، من خلال نظام غذائي متوازن وحركة مستمرة، وقبل البلوغ يجب الانتباه لدى الاطفال ان تكون نسبة دهونهم منخفضة والكتلة العضلية كبيرة.
علم النفس وبدانة الاطفال ...
تقول الاختصاصية النفسية والاجتماعية هيام قاعي إن هناك تحديدا للأعمار بالنسبة إلى الطفل يمكن أن تؤثر نظرة المجتمع التهكمية فيه، والطفل عندما يصبح واعيًا تبدأ نظرة المجتمع إليه تتفاعل، ومن أولى مراحل عمر الطفل تبدأ نظرة الآخر تؤثر به . .
وتضيف:"اذا كان المحيط العائلي بالنسبة إلى الطفل السمين يشجّع الامر وتعني السمنة بالنسبة إلى هذا المحيط الصحة، سيتأثر ايجابًا بنظرة الاهل، ولكن عندما يبدأ المجتمع بالنظر اليه سلبيًا وبطريقة استهزاء ينقلب الامر عكسًا على الطفل او المراهق، ولا شيء يؤثر في السلامة النفسية والعقلية للانسان بقدر نظرة المجتمع والآخر له اذا كانت سلبية.
اما كيف يمكن ارشاد الاهل على التعامل مع طفلهم الذي يعاني من السمنة:" يجب معالجة السمنة صحيًا في البدء، واكثر من الايذاء النفسي هناك الايذاء الصحي، واليوم تبرهن الدراسات اكثر فاكثر ان السمنة تبدأ باعمار اصغر وتأثيراتها المرضية كبيرة، الى جانب تأثيراتها السلبية اجتماعيًا لانه من غير المستحسن ان يكون الانسان سمينًا، رغم ذلك في بعض المجتمعات فهي مستحسنة كما هو الحال في السودان. اما توعية الاهل فتكون عن طريق الاعلام والمراكز الصحية الاجتماعية والمدرسة، وكل الوسائل التي تساهم في توعية الاهل ضرورية.
وتتابع:"اجمالاً من المعروف ان من يعاني من السمنة عادة يملك هرمونات تجعله خفيف الظل، وصاحب نكتة، لكن هذا لا يعني ان السمنة قد لا تسبب له عقدًا ومشاكل كعدم قدرته على الزواج في المستقبل، او عدم تمكنه من الحصول على وظيفة .