انك اذا قللت الدهن في طعامك واكثرت تناولك للالياف فإنك تقلل بذلك اصابتك بأمراض معينة، كما انك تساعد قدرة جسمك على الشفاء منها، يقول د. برنارد «لقد استقر تماماً في الاذهان ان النظام الغذائي السليم يمكن ان يقي الجسم من امراض معينة مثل السرطان وامراض القلب وارتفاع ضغط الدم والالتهاب المفصلي ومرض السكر والمشكلات المصاحبة للسمنة ولكن هذه الحالات يمكن ايضاً علاجها بالطعام وبالتحديد بالنظام الغذائي منخفض الدهون»، ومن المرجح ان اكثر الامراض التي خضعت للدراسة في امراض القلب والاوعية الدموية التي تقتل اثنين من كل خمسة امريكيين وهذا طبقاً لاحصائيات الجمعية الامريكية للقلب وثمة ما يقرب من درزن من الدراسات الطبية الرئيسية تظهر أنه بامكانك حقاً ان تقضي على اللويحة التي تتكون في الشرايين وتسبب تصلبها وهو سبب رئيسي للنوبة القلبية عن طريق اتباع نظام غذائي تنخفض فيه الدهون المشبعة وهذا على حد قول د. نيل ستون الاستاذ المشارك للطب الباطني بكلية الطب بجامعة نورث وسترن في شيكاغو ورئيس لجنة التغذية التابعة للجمعية الامريكية للقلب وفي الواقع انه يلاحظ في بعض الحالات ان اتباع نظام غذائي منخفض الدهون قد يكون وحده مساوياً في فعاليته في تقليل قابلية الاصابة بنوبات القلب لاتباع نظام غذائي منخفض الدهون مع تناول ادوية مخفضة للكوليسترول في نفس الوقت.
وتعد اللحوم ومنتجات الالبان الكاملة والبيض والاطعمة السريعة مثل البطاطس المحمرة والمقرقشات والبيتي فور من اكبر مصادر الدهن المشبع في الغذاء يقول د. كلاير «عند اتباع نظام غذائي منخفض الدهون لاسيما اذا كان خالياً من مصادر الطعام الحيوانية والاطعمة المصنعة قليلة الفائدة فسوف تحصل على جميع التغيرات الطبية المرجوة، فغالباً ما ستتوقف آلام المفاصل وتتحسن حالات الربو كما يمكن ان تتحسن حالات الصدفية وتختفي تماماً، وسوف تجد مجموعة كبيرة في الامراض التي لها عنصر التهابي قد تحسنت باتباع النظام الغذائي.
وجدير بالذكر انه ليس الدهن فقط الذي يسبب المشكلات الصحية اذ يقول ان البروتين يجعلنا ضخاماً اقوياء الاجسام لذا فإننا نلتهم كميات هائلة من اللحوم ونشرب كميات كبيرة من اللبن واننا الآن نرى زيادة كبيرة في معدلات الاصابة بالسرطان والالتهاب المفصلي ومشكلات صحية اخرى. ويرجع هذا الى ان الاسراف في تناول البروتينات يمكن ان يكون لها تأثير ضار مثل الدهون الحيواني على الدم والاغشية الخلوية ويتابع د. برنارد حديثه قائلاً: «في السنوات القليلة الماضية كان هناك الكثير من نتائج الابحاث الدالة على ان الالتهاب المفصلي يمكن علاجه بالنظام الغذائي فحينما يتبع المرضى نظاماً غذائياً نباتياً تخفض الدهون ويبتعدون عن منتجات الالبان فإن حالة التهاب المفاصل التي لديهم تخف حدتها وتتحسن».
كما يقول ايضاً: «وفي حين اننا دائماً استخدمنا النظام الغذائي كعلاج مثل للنوع الثاني من مرض السكر غير المعتمد على الانسولين فإنه يبدو كذلك ان النوع الاول المعتمد على الانسولين يتسبب جزئياً على الاقل من تعرض الاطفال في فترة الطفولة المبكرة الى بروتينات الالبان الحيوانية».
إن معظم الخبراء والعلماء ينصحون بأن يأكل الإنسان المزيد من مصادر الطعام النباتية، وقد أنفق المعهد القومي للسرطان في روكفيل بولاية ميريلاند بأمريكا حوالي مليون دولار في عام واحد على حملة إعلامية تهدف إلى تشجيع الناس على أن يأكلوا المزيد من الفواكه والخضروات لماذا؟ لأن معظم هذه الأطعمة النباتية مكدسة بالعناصر الغذائية المهمة بمعنى انها منخفضة للغاية في محتواها من الدهن بينما هي غنية بالألياف والعناصر الغذائية المهمة الرئيسة التي تعمل على وقاية الإنسان من الأمراض وعلاجها. إلا أن الفواكه والخضروات في واقع الأمر تمنح ميزة ومردوداً غذائياً إضافياً.
تقول د. باربرا كلاين المحررة العلمية المشاركة لمجلة
Jounnal of food science
«في حين أنه بوسعك الحصول على العناصر الغذائية التي تحتاجها من خلال تناول مكملات الفيتامينات إلا أن ميزة الحصول عليها من الفواكه والخضروات هي انه يمكنك بهذا الحصول أيضاً على عناصر غذائية صغيرة لن تتمكن من الحصول عليها من الحبوب الدوائية، وهي المعادن الصغيرة ومركبات أخرى يعتقد إنها تلعب دوراً رئيساً في الوقاية من أمراض معينة، بل ويرجح إنها تشفى منها».
ومن بين هذه المركبات ما تسمى الكيميائيات النباتية Phytochemicals وهي كيميائيات طبيعية توجد في جميع النباتات بكميات أو بنسب متفاوتة ولكنها لا توجد في مكملات الفيتامينات. ويرجح إنها تحمي النباتات من الضغوط التي قد تتعرض لها، مثل ضو الشمس المباشر والأمراض وأكل الحيوانات لها.
ويعتقد الباحثون إن الحماية التي تقدمها هذه المركبات ليست قاصرة على النبات.
تقول د. بابرا التي تعمل أيضاً أستاذة للأطعمة والتغذية بجامعة الينوى في مدينة أوربانا شامبين حيث تجرى دراسات مستمرة عن الكيميائيات النباتية التي توجد في منتجات فول الصويا: «إننا لازلنا في بداية الطريق فيما يتعلق بما نعلمه عن الكيميائيات النباتية، إلا أن ما عرفناه عنها مثير للغاية. ويبدو إن هذه المغذيات الصغيرة قد تكون هي السر في بقاء الإنسان في صحة جيدة».
ويقول د. هيربرت اف بيرسون نائب الرئيس لشئون الأبحاث والتنمية في هيئة مستشاري التغذية الوقائية في وودتفيل بولاية واشنطن: إن أغلب الأبحاث تشير إلى ان هذه الكيميائيات النباتية التي يصعب نطق اسمها تحمي الجسم من طابور طويل من السرطانات، لاسيما التي تصيب الأنسجة المبطنة لأعضاء الجسم، بما فيها الرئتان، والمثانة البولية، وعنق الرحم والقولون، والمعدة، والمستقيم، والحنجرة، والبنكرياس، وقد استنتج فريق من الباحثين بكلية الطب بجامعة جونز هوبكنز، في مدينة بالتيمور، إن مادة كيميائية نباتية توجد ف البروكلي وتسمى سلفورافين sulforaphane يبدو انها تقي من سرطان الثدي في الدراسات التي أجريت على حيوانات التجارب. كما توصل فريق آخر من الباحثين إلى إن الحيوانات التي تعرضت للسرطانات الموجودة في التبغ كانت قابليتها للإصابة بسرطان الرئة أقل من مقدار النصف عندما تمت تغذيتها بغذاء غني بالنبات المسمى قرة العين watercress بالمقارنة بالحيوانات التي لم تتغذ على هذا النبات.
وهذه الكيميائيات النباتية تكافح السرطان بطرق مختلفة فما عليك إلا إن تأكل قطعة من البرتقال مع حفنة من الفراولة فتكون بذلك قد تناولت الفلافونيدات Flavonoids التي تمنع الهورمونات المسببة للسرطان من الالتصاق بإحدى الخلايا وهذا على حد قول د.بيرسون الذي يردف قائلاً: وتناول ايضاً بعض من الفلفل الأخضر أو الأناناس وستحصل بذلك على مادتين هما حمض باراكورماريك وحمض كلوروجينيك وهما مادتان تمنعان خلايا السرطان من أن تتكون. تناول شريحة من الطماطم وستحصل على ما يصل إلى بعض مئات من الكيميائيات النباتية، أغلبها يبدو انه يلعب دوراً في صنع الأورام قبل تكوينها. وحتى تقلل أيضاً قابلية حدوث السرطانات الناتجة عن الأكسدة ينصح الخبراء بغسل جميع الفواكه والخضروات جيداً وحتى تقشيرها قبل أكلها لتقلل ما يبتلع من المبيدات المسرطنة التي تم رش تلك الفواكه والخضروات بها.