عمليات ودورات معقدة في خريطة الطريق التي يتبعها الكوليسترول والدهونات
الطريق من الهمبرغر الى البطاطا المقلية.. الى اللويحات المتراكمة على الجدران المبطنة للشرايين والمؤدية الى تضيقها، هو طريق صعب وشاق فيه الكثير من المضاعفات والدورات. وقد تكونون قد سمعتم الكثير عن الاجزاء والمكونات التي تنطوي عليها هذه العملية، لكنكم قد لا تعلمون كيفية ارتباطها بعضها بعضا، وماذا يحصل للجسم عندما تتجول تلك اللويحات في مجرى الدم؟.
* خريطة مخيفة وإليكم خريطة الطريق التي قد تساعد على ذلك:
1 ـ يقوم الجهاز الهضمي بتحطيم الجزيئات الدهنية الى اجزاء اصغر تدعى الحوامض الدهنية، وتقوم الانزيمات بربط ثلاثة من هذه الحوامض معاً لتشكيل الشحوم الثلاثية التي يجري بدورها ربطها وتوضيبها معاً ببعض البروتينات والكوليسترول لتحويلها الى اجزاء كبيرة رقيقة وخفيفة تظهر على شكل مستحلب مثل "كريم" الحليب المخفوق، تدعى "كيلومايكرونس" chylomicrons. ومثل هذا التوضيب ضروري جدا، لأن من دونه يمكن للشحوم الثلاثية والدهونات المعقدة الاخرى، التجمع في كتل داخل مجرى الدم اشبه ببقع الزيت على الماء.
2 ـ تقوم "كيلومايكرونس" هذه مع الحوامض الدهنية الحرة والسكريات، بالعبور عبر جدار الامعاء الى مجرى الدم.
3 ـ يعمل الكبد جاهدا ايضا في صنع المزيد من الشحوم الثلاثية، بحيث يوضبها ويرزمها بالكوليسترول والبروتين ويتم تحويلها الى اجزاء تدعى "ليبوبروتينات" lipoproteins (VLDLs)، التي هي اصغر من الـ "كيلومايكرونس"، والتي تملك نسبة دهونات الى بروتين اقل. ويقوم الكبد ايضا بصنع "ليبوبروتين" واق عالي الكثافة HDL.
4 ـ يقوم الكبد باطلاق VLDLs في مجرى الدم.
5 ـ تقوم الخلايا بامتصاص الحوامض الدهنية الحرة من مجرى الدم لحرقها كوقود للحصول على الطاقة، او تخزينها للمستقبل. كذلك تحصل هذه الخلايا على كميات من الشحوم الثلاثية، بحيث عندما تلتصق "كيلومايكرونس" وVLDLs بشكل مؤقت بالخلايا التي تبطن جدران الاوعية الدموية تنقل حمولتها إليها، اي الى هذه الخلايا. وعندما تفرغ شحنة الشحوم الثلاثية هذه وتنضب تصبح الـ "كيلومايكرونس" وVLDLs، اكثر صغرا وكثافة، ويتحول الـ VLDLs الناضب في مجرى الدم، الى شكل من اشكال اجزاء الـ "ليبوبروتين" المنخفض الكثافة LDL.
6 ـ يقوم الكبد بسرعة بترشيح (فلترة) بقايا الـ "كيلومايكرونس" وبعض اجزاء LDL واعادة تدويرها.
* بداية المشاكل يحاول جسم الانسان تنظيم كمية الدهونات في مجرى الدم في اي وقت من الاوقات. لكن اذا كانت هناك كميات كبيرة من LDL تدور في مجرى الدم بسبب الوجبات الغذائية الغنية بالدهونات المشبعة، او بسبب كثرة السعرات الحرارية، لا يستطيع الكبد مجاراة ذلك. وفي هذه المرحلة تنتهي بعض اجزاء LDL في المكان الذي لا تنتمي اليه. وأحد هذه الامكنة هو البطانة الداخلية لجدران الاوعية الدموية.
1 ـ بعد تسلل اجزاء LDL الى داخل بطانة الجدران، تتعرض الى الهجوم والاكسدة. ومثل هذه الاجزاء المؤكسدة، بمقدورها اتلاف تبطين جدران الاوعية الدموية.
2 ـ ومثل هذه الاجزاء تستقطب ايضا البلاعم، اي خلايا الدم البيضاء التي تحاول تنظيف ما تخلف عن هذه العمليات المتداخلة المضطربة عن طريق التهام هذه الاجزاء المؤكسدة. ومع استمرار قدوم هذه الاجزاء، يجري الامر كذلك مع البلاعم.
3 ـ ويحاول الجسم التصدي للبركة المتنامية من اجزاء LDL المشبعة بالبلاعم، والحطام الآخر الناجم عن هذه العمليات عن طريق تنمية نسيج كامل حولها مع غطاء ليفي. ومثل هذا النسيج الجديد يدعى لويحات. وبعض هذه الاخيرة متينة جدا وتدوم طويلا، وبعضها الآخر هشة وقابلة للانكسار والتهشم.
4 ـ اللويحات الضعيفة يمكن ان تتحطم ناشرة محتوياتها في مجرى الدم، وتتشكل خثرة دموية لسد مكان التهشم.
5 ـ اذا قامت الخثرة الدموية بسد مجرى الدم، فإنها قد تسبب نوبة قلبية، او تغييرا مميتا في ايقاع ضربات القلب. واذا ما حدث ذلك في وعاء دموي يغذي الدماغ فانه قد يسبب سكتة دماغية.
* تأثير العقاقير ـ العقاقير المستخدمة لتعديل مستويات الكوليسترول تعمل في الاجزاء المختلفة لمجرى الـ "ليبوبروتين".
ـ زمرة ادوية الـ "ستاتن": تحد من قدرة الكبد على صنع الكوليسترول، مع تثبيت اللويحات وموازنتها، بحيث يكون غطاؤها اكثر مداومة وبعيدا عن احتمالات تهشمها.
ـ نياسين: يقلد عمل الخلايا ويتشبه بها في استقبال الحوامض الدهنية الحرة والحد من VLDLs الآتي من الكبد وزيادة انتاج HDL. ـ "إزيتيمبي" (زيتيا Zetia) Ezetimibe: يمنع او يحصر امتصاص الكوليسترول من الطعام.
ـ كوليسيفيلام (ويل شول WelChol) Colesevelm و"كوليستيبول Colestipol وغيرها: تتحد مع الحوامض الصفراوية الغنية بالكوليسترول في الامعاء، بحيث يجري طرحها خارجها مع الخروج بدلا من اعادة امتصاصها.
ـ فايبريتس": يحول دون انتاج البروتينات التي تنقل الكوليسترول ويقلل من انتاج VLDLs.
ومجرى الدم مثله مثل طريق سريع في ساعات الازدحام ينقل العديد من الاحجام والاشكال من الاجزاء الناقلة للدهونات التي تعرف بـ "ليبوبروتينات" VLDLs. وكلما احتوت المزيد من الدهونات، كانت اخف وزنا واكثر رقة كالكريم المخفوق ذي الكثافة المنخفضة.
والاجزاء الكبيرة هي "كيلومايكرونس" ومهمتها تسليم الدهونات العالية الطاقة على شكل شحوم ثلاثية الى الخلايا الموجودة في جميع انحاء الجسم. وتقوم "ليبوبروتينات" المنخفضة الكثافة جدا VLDLs بنقل الدهونات الى انسجة الجسم. وعندما يجري تصريف الشحوم الثلاثية المكونة من اجزاء VLDL تصبح صغيرة واكثر كثافة لتلتقط بروتينات جديدة لاغلفتها الخارجية. وبهذا الاسلوب تتحول الى "ليبوبروتينات" منخفضة الكثافة LDL التي يشار إليها غالبا بالكوليسترول السيئ. اما الـ "ليبوبروتينات" العالية الكثافة HDL التي تدعى احيانا بالكوليسترول الجيد، فتمتص الكوليسترول الزائد من بطانة الاوعية الدموية لتحمله الى الكبد لاغراض اعادة تدويره او تصريفه.
ويبدو ان الـ "ليبوبروتينات" العالية الكثافة HDL، تقوم باشياء عديدة اخرى منها حماية الشرايين عن طريق وقاية الـ "ليوبربروتينات" المنخفضة الكثافة من عملية الاكسدة وتخفيف الالتهابات والمحافظة على اللويحات المسببة للتصلب من التحطم والتهشم.