المشاكل الجنسية عند الزوجات
أسبابها وعلاجها
ان العلاقة الجنسية بين الرجل وزوجته من أعمق العلاقات الإنسانية، ونجاحها من أهم عوامل نجاح الزواج واستمرار حياة زوجية سعيدة
بينما وجود أي خلل بها سواء من الرجل أو المرأة أو كليهما معاً يدفع
بالزوجين إلى الشعور بالإحباط الذي ينع** على أوجه حياتية أخرى مما يؤدي
إلى حدوث مشاكل اجتماعية.. فقد تم الاهتمام بما يسمى بالصحة الجنسية لدى
المرأة في السنوات القليلة الماضية، وجاري الآن عدة دراسات إكلينيكية
لدراسة كفاءة عقاقير مختلفة في علاج المشاكل الجنسية لدى السيدات، والتي
أثبتت أن نسبة 43% من السيدات يشكون بشكاوى جنسية مختلفة.
فالجنس عملية مركبة يتم تنسيقها من خلال الدورة الدموية، والهرمونات، والأعصاب، والحالة النفسية بالطبع،
وأي خلل بأي من هذه الأربعة قد يؤدي إلى ظهور مشاكل جنسية.
أولاً: أمراض بالدورة الدموية
* الضغط العالي.
* جرح ما بعد الولادة.
* ارتفاع نسبة الدهون بالدم.
* **ر بالحوض.. التدخين.
كل الأسباب السالف ذكرها تقلل تدفق الدم إلى المهبل والبظر مما يؤدي إلى
قلة الاستجابة لدى المرأة وقد يترتب عليه بالتالي مشاكل أخرى مثل الألم
أثناء الجنس أو قلة الرغبة.
ثانياً: قلة الهرمونات
إن الهرمونات تلعب دوراً مهما في تنظيم العملية الجنسية لدى المرأة، وقد
أثبتت الدراسات أن هرمون الاستروجين (Estrogen) هو الهرمون الأنثوي
الأساسي الذي يزيد من حساسية البظر والمهبل ..
والشكاوى الجنسية بعد انقطاع الطمث ترجع لقلة الهرمونات..
وإعطاء هرمونات تعويضية يؤدي إلى اختفاء هذه الشكاوى.
أما هرمون التستوسيترون(Testosterone) هو الهرمون الذكري المسؤول عن
الرغبة، ويؤثر تأثيراً مباشراً على استجابة المرأة ولذلك عندما يقل تبدأ
المشاكل الجنسية بالظهور، ويبدأ في النزول عن المعدل الطبيعي بعد سن
الخمسين ليقل جداً بعد انقطاع الطمث، كما أن بعض أقراص منع الحمل تؤدي إلى
تقليله وبالتالي التأثير السلبي على صحة المرأة الجنسية.
ثالثاً: أمراض بالجهاز العصبي
إن وجود أي مرض يؤثر على الأعصاب في منطقة البظر يؤدي إلى ظهور مشاكل
جنسية، ومن أهم هذه الأمراض مرض السكر، وكذلك حدوث قطع بالحبل الشوكي..
وجاري الآن دراسات لبحث تأثير جروح الحبل الشوكي على العملية الجنسية لدى
المرأة.. ونأمل أن تعطينا هذه الدراسات فهما أعمق لدور الجهاز العصبي في
الاستجابة
رابعاً: أسباب نفسية
إن الحالة النفسية لها تأثير مهم جداً على العملية الجنسية لدى المرأة حتى
في عدم وجود أمراض عضوية، فحالة المرأة النفسية قد تكون هي السبب الوحيد
لظهور أي نوع من أنواع المشاكل الجنسية، فمثلاً أي خلل في علاقتها بزوجها
وحدوث مشاحنات بينهما يؤدي إلى قلة الرغبة لديها، وكذلك تصور المرأة
لجسمها وعدم تقبلها لعيوبه يؤثر تأثيراً سلبياً على صحتها الجنسية، ومن
الأسباب النفسية المهمة جداً التي تواجه المرأة الشرقية عدم التواصل
والمصارحة بينها وبين زوجها في ما يخص علاقتهما الجنسية.
وكذلك فإن الأمراض النفسية جميعها، مثل: الاكتئاب أو حالات الذعر أو
الوسواس القهري... الخ، تؤثر تأثيراً سلبياً على صحة المرأة الجنسية، كما
أن مضادات الاكتئاب وعقاقير علاج الأمراض النفسية المختلفة لها تأثيرها
السلبي على صحة المرأة الجنسية.
إن هناك عقاقير عدة تؤثر تأثيراً سلبياً على صحة المرأة الجنسية وعلى سبيل المثال:
تأثير العقاقير على صحة المرأة الجنسية:
عقاقير تؤدي إلى قلة الرغبة:
- مضادات الاكتئاب.
- مخفضات الضغط العالي.
- مخفضات الدهون بالدم.
- مدرات البول.
- أدوية القلب.
- بعض أنواع من أقراص منع الحمل.
- دانازول DANAZOL
- نيزورال NEZORAL
عقاقير تؤدي إلى قلة الاستجابة:
- مضادات الحساسية.
- مخفضات الضغط العالي.
- مضادات الاكتئاب.
40% من السيدات يعانين من المشاكل الجنسية
تختلف نتائج الدراسات في مدى انتشار المشاكل الجنسية بين السيدات، ففي حين
تظهر بعضها أن 15% من السيدات يعانين من مشاكل خاصة بالعلاقة الزوجية،
ترتفع هذه النسبة في دراسات أخرى لتصل إلى 45%، وبالطبع فإن هذه النسبة
تتغير مع تغير عمر المرأة والظروف التي تمر بها مثل الحمل والرضاعة وسن
اليأس، وكذلك حسب الحالة النفسية والمزاجية لها، وتزداد مع وجود أمراض
عضوية مثل السكر
وارتفاع ضغط الدم.
وفي دراسة أجريت بالمغرب، وضمت 720سيدة، وجد أن 27% من السيدات يعانين من
مشاكل في علاقتهن الحميمة مع أزواجهن، وتختلف أنواع الشكاوى من امرأة إلى
أخرى وفي عيادة الصحة الجنسية للسيدات بمراكز د.سمير عباس الطبية وجد أن
20% من المترددات يعانين من قلة الرغبة في حين أن 15% يشتكين من عدم
الاستجابة للزوج و 12% من عدم الوصول للنشوة، أما أكثر الشكاوى شيوعاً
فكانت الإحساس بالألم أثناء الجماع والتشنج المهبلي وفي حالات كثيرة يكون
هناك أكثر من شكوى في وقت واحد.
علاج المشاكل الجنسية:
جهاز الشفط Therapy Eros
هذا الجهاز هو جهاز يوضع مباشرة على البظر والمنطقة المحيطة فيصدر شفطا
رقيقا بالمنطقة ينتج عنه زيادة تدفق الدم للبظر والشفرات وبالتالي يعالج
حالات قلة الإثارة ويتم استعمال الجهاز إما لمدة معينة يومياً، أو لمثل
هذه المدة قبل الجماع فقط ( أي عند اللزوم)، ولقد أثبت كفاءته في حالات
قلة الإثارة خصوصا عندما تعاني السيدة من أي مرض مثل مرض السكر أو مرض
بالأعصاب في منطقة البظر أو في حالات انقطاع الطمث.
دور الهرمونات:
إن الهرمونات لها دور أساسي في وجود عملية جنسية سليمة بدءاً من الرغبة،
مروراً بالإثارة، وانتهاء بالنشوة، فبالتالي قلة الهرمونات تؤدي إلى ظهور
مشاكل جنسية.
وعند إثبات قلة نسبة الهرمونات بالدم يكون العلاج بإعطاء هرمونات تعويضية،
ويتم ذلك خصوصا في حالات انقطاع الطمث سواء الطبيعي أو نتيجة الاستئصال
الجراحي للمبيض، وتكون الهرمونات التعويضية إما أنثوية أو ذكرية وتعطي عن
طريق الأقراص أو اللاصقة الجلدية أو المراهم الموضعية، ولكن بعد التأكد من
عدم وجود موانع طبية لأخذ هذه الهرمونات، وعادة تتحسن الشكوى الجنسية بعد
أخذ الهرمون المناسب.