السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كيف تكون أقوى؟؟
كيف تكون أسعد؟؟ كيف تقوى ذاتك؟؟ وتسعد حياتك؟؟ شريطة ألا يكون هذا على
حساب آخرتك؟؟ كيف تعيش سعيداً بقوة إرادة؟؟
خاصة وأن كلنا يبحث
عن السعادة وقوة الإرادة ....
بالاستعانة بمحاضرة
الأستاذ أشرف شاهين الخبير التربوي والمحاضر
في التنمية البشرية نجيب على الاسئلةالسابقة....
أهميةالإرادة :
الإرادة شرط أساسي كي تحقق وتطبق ماتعرف وتسعد به، فهناك حكمة تقول أن تعرف ولا تفعل فإنك لم
تعرف بعد..... فالمهم أن تطبق ما تعرفه.
ولأهمية الإرادة أو الهمة
تحدث عنها الصالحين كثيراً، فيقول أحدهم:
همتك أحفظها فإن الهمة مقدمة الأشياء، فمن صلحت لهمته، وصدق فيها صلحت له ما وراء هذه الهمة من الأعمال.
فالإرادة هي البداية وهي
ضمان الاستمرار، وهي القوة وهي ضمان النجاح، ومهما نسمع من محاضرات ومن كلمات تحرك الحجر وليس لدينا قوة
الإرادة المحركة فهذا لن يصنع شيئاً.
وهنا يأتي السؤال : كيف نقوي إرادتنا ؟
أولاً هناك مجموعة
من المعاني لابد أن تترسخ :
1- مهما تكن إرادتك ضعيفة أو
هزيلة أوعاجزة، إذا تدربها تقوي وتشتد،
فالإرادة تتدرب وتقوى، مثل العضلة في الجسم، فأي عضلة لو اهملناها تضعف وتترهل، ولو تدربت تقوي.
2- كلإنسان منا بداخله كنوز من الطاقة والقدرة، نحن لا نقدر على
إخراجها إلا عند اللحظات الحرجة، ومثال على هذا (الرسول صلى الله عليه وسلم) في غزوة
الخندق صاح بأصحابه: من يأتيني بنبأ القوم
ويكون رفيقي بالجنة، لم يجب أحد، ولم يتصد أحد للأمر، فكان الصحابة يرون الموقف غاية في الصعوبة، لكن الرسول عليه
الصلاة والسلام يصدر أمراًفيقول: قم يا
حذيفة، فيقوم حذيفة بالمهمة على أكمل وجه. فقد كان ينتظر من يطلقه ويخرجه، وهي نفس الكلمة التي نحتاجها " قم "
ماذا ننتظر؟ كان يتخيل الصحابي أنه لا يستطيع، ولكن الطاقة والقدرة
موجودة بالداخل، فجميعنا يمتلك إرادة عالية
جداً، والدليل على هذا الطالب الذي يسهر لصباح ليلة الامتحان لديه القدرة على السهر والمذاكرة ولكنها كامنة تنتظر لحظة
تخرج فيها.
ثانياً:
شعارات يجب أن تـرفع وتعلق أمامنا ونرددها بيننا وبين أنفسنا باستمرار،وليكن منها:
إن الراحة حيث تعب الكرام أودع لكنها أوضع ، وإن القعود حيث قام الكرام أسهل لكنه أسفل، أو قول: ما
لزم أحد الدعة إلا ذل، وحب الهوينى يكسب
الذل. ولو نظرنا للقرآن سنجد أنه من أوائل الآيات القرآنية : يأيهاالمزمل قم، وياأيها المدثر قم، وقد قالها الرسول صلى الله
عليه وسلم للصحابي حذيفة، ونحن بحاجة لأن
نقولها لأنفسنا، فإلى متى سنظل نائمين، فالعمر
كله 60 أو 70سنة فقط .
ويمكن وضع أي شعار آخر يشعرك بالقوة،وبالتحفيز، وكلم نفسك باستمرار، ولتكن الشعارات محفزة لي
عندما أتكاسل، فالشعار ترفع الهمة والعزيمة.
وليكن أمامك دائماً أن أكبر
مقوي للإرادة هو الأمل فالإنسان اليائس ليس
لديه إرادة، وليس لديه أمل أن يفعل شيئاً .
فالأمل يقوي الإرادة، ويعطي
قوة، ويعطي إرادة.
أماعن الجوانب العملية في تقوية الإرادة فهي على النحوالتالي
1.حدد ثوابت وناضل في سبيلها:
يقول
عالم النفس جوزيف أن هناك 3 أشياء لها أهمية كبرى في تقوية الإرادة القوة الثبات والتوجيه، بمعنى أن أتعامل
بقوة مع الأمر، والثبات بمعنى ألا اشتت نفسي
في أكثر من شيء، والتوجيه بمعنى أن أوجه إرادتي نحو هذه الأعمال.
وعلى تحديد الثوابت التي أناضل في سبيلها،وأضع بها قائمة سواء دنيوية أو دينية، وهناك شروط ألا
أبالغ في تقديرها، ولا تجعلهامحل تفاوض أو
مناقشة أو تردد والغ كل ما يتعلق بهذا من خلال معرفة قيمتها والتذكرالدائم لها والقول أني سأحافظ على الفعل لأحقق نتائجه
الإيجابية ولأحقق الهدف منه.
2.لابد من تذكير نفسك بثمرات الفعل
الذي تقوم به.
3.ابدأ فوراً:
ولا تنتظر التسويف فالرسول
صلى الله عليه وسلم نهى عن التسويف، واعلم عن
العمل الصعب هم نفس العمل السهل الذي لم تقم به في الوقت المناسب.
استراتيجيات التنفيذ:
1.مبكراً قليلاً:
العمل الذي تقوم به ابدأ به
مبكراً قليلاً، وليكن قبل الموعد بربع ساعة،
فأحد مشاهير رجال الأعمال عند سؤاله عن سبب نجاحه
أجاب أنه يذهب لعمله مبكراً 15 دقيقة مبكراً.
2.أكثر قليلاً:
مسألة تعود أن تزيد من الوقت الذي تستغرقه في فعل الشيء، فإذا اعتدت على ساعة قراءة اجعلها
ساعة وربع حتى ساعة ونصف،فهذه استراتيجية غير
عادية، فتشعرك أنه لديك القدرة على فعل أكثر، لو كنت تصلي الفرض فقط صلي السنن أيضاً.
3.اصبرقليلاً:
أولا عند بداية العمل وعند التكاسل، وعند نهايةالعمل.
وهذه الاستراتجيات الثلاثة مؤكدة ومعمول بها وبالتجارب وتزيد الإنتاجية.
ولتقوية
الإرادة ننصحك أن تقوم بالخطوات التالية:
1.افعل ما لا يتوقعه غيرك :
أو حتى ما لا تتوقعه من نفسك، فحين سُئل مؤسس شبكة cnn
العالمية عن أسعد لحظة في حياته أجاب أنها
عندما يقول الناس أن موضوعاً ماسيفشل وأثبت
لهم العكس، وهنا المطلوب منك أن تفاجئ نفسك بأشياء عمرك ماعملتها.
2.يوم لا
يقدر عليه غيرك:
اختر يوماً ضع فيه خطة
ومنهجاً لا أحد في المنطقة التي تعيش فيها،
أعمال لا أحد يقوم بها غيرك، ولا أحد يفعل مثله، على المستوى الديني والدنيوي. هذا اليوم يعطي الإحساس بالتفوق والإرادة
والثقة، وهي استراتيجية جديدة، يمكن تخصيص
يوم ثابت كل شهر لزيادة العزيمة والهمة.
3.ارفع رأسك :
فزمن القعود وضعف الهمة انتهى، فلا تنظر لمن يسخر منك، فمهما ما كان ما تفعله
بسيطاً أو مثيراً للاستنكار في البداية سيبدأ
في جلب الأنظار فيما بعد، ويصبح قانوناُ لدي الآخرين الذين اتبعواما تفعل، فطالما إرادتك قوية وحددت ثوابتك، فلا تخف ولا
تتراجع، فالمشكلة أصبحت انه من المعيب أن
نجد إنساناً ما يقوم بما يجب عليه أن يقوم به مثل أن طالباً ذاكر، فلابد أن يكون الملتزم هنا رافعاً رأسه متمسكاً
بدينه وبرأيه وبشخصيته،فارفعوا رؤوسكم
واضربوا الأرض بأقدامكم لا يثبطنكم أي ضعيف، وأنتم الأعلون، وأنت لديك إرادة وأنت المتصل بالله وعندك حلم وطموح وهدف،
فالحق قوي في ذاته.
4.أنتصر في التحديات الصغيرة:
مثل أن تضبط المنبه
بجوارك وأنت نائم، أن تستيقظ عليه من النوم
هذا تحدي صغير عليك أن تجتازه، أو أن تلقي السلام علي من تعرف ومن لا تعرف ،
أو عند بدايات الأعمال.
5.وفر لنفسك بيئه تقوي إرادتك:
مثل كتاب تقرأه ندوة
تحضرها، بوستر تضعه أمام عينيك يحوي شعاراً
تحبه يقوي عزيمتك، صديق جيد، شخص تتواصل معه باستمرار،والتواجد في أماكن معينة مثل المكتبات، والمساجد، واحذر
فالبيئة السيئة تضعف الإرادة.
6.أحرم نفسك من شيء:
قال عالم نفس شهير احرم
نفسك من شيء كمالياً لا ضرر من تركه. مثال شرب شاي بعد الأكل فالغرض منه أن نملك زمام أنفسنا.
ونفس المعنى موجود في
تراثنا الإسلامي فالخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان يمر في السوق فوجد أن الصحابة يستدين وعرف أنه يستدين
ليشتري تيناً، فلما سأل: قال الرجل أن نفسه
ذهبت إليه فضربه الخليفة قائلا مستنكراً: اوكلماً دعت نفسك لشيء فعلته؟ ضارباً مثلاً في عدم اتيان النفس ملذاتها
حينما تطلب.
7.لا تقبل التوسط :
لا تقبل التوسط حتى لو كان كل الناس متوسطين، فالإرادة
ترسم على قدر الطموح، فأرم سهمك نحو السماء
لأنه حتى لو لم يدركها سيقع بين النجوم.
8.سجل إنجازاتك:
في
أجندة أو كشكول، ضع فيها الثوابت التي تم تحديدها، وتابع من خلاله في
نهاية كل يوم أو أسبوع ما حققته، فالإحساس بالإنجاز يرفع الهمة،وضع في
الكشكول أيضاً الشعارات التي تريد وضعها في حياتك لرفع همتك وتقويةإرادتك